استرشادا بفكر شي جينبينغ الدبلوماسية والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية خلال التعاون الدولي في مكافحة الوباء
2020-04-17 18:16

يعد وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد معركة شرسة تخوضها البشرية ضد الأمراض المعدية الخطيرة في كل أنحاء العالم. أمام هذا الوباء المفاجئ وغير المسبوق، يتعاون الشعب الصيني بالكامل مع شعوب دول العالم لهزيمة الفيروس والتغلب على الصعوبات، الأمر الذي يضيف لبنة جديدة للجهود المشتركة في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. خلال المعركة داخل الصين والتعاون الدولي لمكافحة الوباء، استرشدنا بفكر شي جينبينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وفكر شي جينبينغ الدبلوماسية، ووظفنا بالكامل مزايا النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وتحمّلنا المسؤولية الكاملة كدولة كبيرة ومسؤولة، الأمر الذي يحظى بتقدير دولي كبير.

قال فريدريك إنجلز إن الكوارث التاريخية الهائلة دائما تُعوّض بعدها بتقدم التاريخ. استعراضا لمسيرة التاريخ، كان الإنسان يتقدم ويتطور خلال معاركه ضد مختلف الأمراض والكوارث. فلن يعترض فيروس كورونا المستجد خطوات الأمة الصينية الثابتة نحو النهضة العظيمة، ولن يعترض تيار العصر الذي تسير فيه شعوب العالم نحو التقدم الحضاري.

أولا

منذ اندلاع الوباء، التزمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرفيق شي جينبينغ بمسؤوليتها تجاه الشعب والعالم وأطلقت حربا شعبية وشاملة وشرسة ضد الوباء مع أبناء الشعب من كافة القوميات بروح الفريق الواحد، ونجحت بعد الجهود المضنية والتضحيات الكبيرة في السيطرة على الوباء في داخل الصين بشكل عام، وحققت إنجازات مهمة في المعركة ضد الوباء. خلال هذه الحرب، كان الشعب الصيني يتلقى المساعدات والدعم المخلص من المجتمع الدولي، كما يلعب دورا لا غنى عنه في صيانة الصحة العامة الدولية.

تقديم مساهمة كبيرة في المعركة العالمية ضد الوباء بجواب الصين. يشبّه الأمين العام شي جينبينغ هذا الوباء بامتحان كبير وقام بتوجيه وتخطيط المعركة شخصيا. اتخذت الحكومة الصينية فورا الإجراءات الأكثر شمولا وصرامة ودقة للوقاية والسيطرة وأقامت في أسرع وقت منظومة مشتركة وشفافة لأعمال الوقاية والسيطرة تغطي جميع أبناء الشعب، واتخذت بحزم قرارا هاما وحاسما يقضي بإغلاق الممرات لمغادرة مدينة ووهان ومقاطعة هوبي، مع التمسك بمبادئ الوقاية والسيطرة المتمثلة في الكشف المبكر والإبلاغ المبكر والحجر المبكر والعلاج المبكر، ومبادئ العلاج المتمثلة في جمع المصابين والخبراء والموارد في المستشفيات المخصصة. بعد شهرين من الجهود الشاقة، أصبحت الصين من أوائل الدول التي سيطرت على الوباء على أراضيها، حيث لم تشهد منذ شهر إلا إصابات قليلة ومتفرقة، ورُفعت القيود على مغادرة مدينة ووهان ومقاطعة هوبي، وانقطع بشكل عام تفشي الوباء على أراضيها. كانت الصين أول دولة أحاطت المجتمع الدولي بالوباء وعانت كثيرا في بداية انتشاره، غير أنها صمدت أمام خط الدفاع الحاسم بقوتها وحكمتها وتضحياتها، وتراكمت تجارب مهمة وعززت ثقة العالم في هزيمة الوباء. في الوقت نفسه، تعمل الصين على استئناف الحركة الاقتصادية والاجتماعية بشكل متناسق ومنتظم، حيث بلغ متوسط معدل التشغيل للمؤسسات الاقتصادية الصناعية ذات الأحجام المعينة 98.6%، وبلغ متوسط معدل العمال العائدين للعمل 89.9%، وازداد مؤشر مديري المشتريات للصناعة في مارس بمعدل 16.3 نقطة مئوية على أساس شهري. إن استئناف التشغيل والإنتاج في الصين، باعتبارها "مصنع العالم"، قبل غيرها خفف إلى حد كبير شح الإمداد العالمي للمستلزمات الطبية، وساهم في دفع الاقتصاد العالمي للعودة إلى المسار الطبيعي في يوم مبكر.

تحدد الاتجاه الصحيح للتعاون الدولي في مكافحة الوباء بمبادرة الصين. أشار الأمين العام شي جينبينغ إلى أن الوباء لا يعرف حدودا وعرقا، فلا يستطيع المجتمع الدولي هزيمته إلا بالجهود المتضافرة. منذ اندلاع الوباء، بذل الأمين العام شي جينبينغ جهودا شخصية ومكثفة للتشاور مع رؤساء كافة الأطراف حول سبل مكافحة الوباء. لغاية يوم 12 إبريل، عقد الأمين العام شي جينبينغ لقاءات ومباحثات مع كل من رئيس الوزراء الكمبودي ورئيس منغوليا ورئيس باكستان ومدير عام منظمة الصحة العالمية، كما أجرى 36 مكالمة هاتفية مع قادة روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وجمهورية كوريا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا والبرازيل وتشيلي وغيرهم من قادة 29 دولة وأمين عام الأمم المتحدة وغيره من مسؤولي المنظمات الدولية، وبعث برقيات المواساة إلى قادة أكثر من 10 دول تشمل جمهورية كوريا وإيطاليا وإيران وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وصربيا ومسؤولي المنظمات الإقليمية، بما فيه الاتحاد الأوروبي، معربا عن رغبة الصين الصادقة في التضامن مع المجتمع الدولي بروح الفريق الواحد، الأمر الذي لعب دورا رياديا في تعزيز الثقة والوحدة بين دول العالم في مكافحة الوباء. كما طرح الأمين العام شي جينبينغ مبادرة مهمة ذات أربع نقاط خلال حضوره للقمة الافتراضية الاستثنائية لقادة مجموعة الـ20 لمكافحة الوباء، تتمثل في الخوض في المعركة العالمية الحاسمة ضد الوباء بكل حزم وإجراء التعاون الدولي الفعال في الوقاية والسيطرة والدعم الكامل لدور المنظمات الدولية وتعزيز التنسيق للسياسات الاقتصادية الكلية الدولية، كما دعا إلى إجراء سلسلة من التعاون العملي في البحوث المشتركة لتطوير الأدوية واللقاحات وفتح للجميع المركز الإلكتروني للمعرفة عن الوقاية والسيطرة وتعميم الدليل الشامل والمنهجي والفعال للوقاية والسيطرة وإطلاق مبادرة مجموعة الـ20 للمساعدة في مكافحة الوباء والعمل سويا على صيانة استقرار سلسلة الصناعة والإمداد العالمية وعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن أمن الصحة العامة العالمية، الأمر الذي حدد الاتجاه للتعاون الدولي وصحح مساره لمواجهة الوباء، وحظى بالتقدير العالي من المجتمع الدولي. كما أجرى رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ مكالمة هاتفية مع عديد من قادة دول، وحضر الاجتماع الاستثنائي لقادة آسيان والصين واليابان وجمهورية كوريا "3+10" بشأن مكافحة الوباء، مما أضفى قوة دافعة قوية على التعاون بين دول شرق آسيا في مكافحة الوباء.

تقديم الدعم القوي لجهود الدول في مكافحة الوباء بمسؤولية الصين. أشار الأمين العام شي جينبينغ إلى أن تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء فرصة مهمة لتوظيف دورنا كدولة كبيرة ومسؤولة والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. منذ اندلاع الوباء، ظلت الصين تهتم وتعمل على إجراء التعاون الدولي، حيث تعاوننا بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية والدول المعنية وتبرعنا 20 مليون دولار أمريكي للمنظمة. كما قامت الصين بنشر معلومات الوباء في اللحظة الأولى، واكتشفت وتقاسمت التسلسل الجيني للفيروس على وجه السرعة، الأمر الذي يهيئ الظروف لكافة الدول لاكتشاف الفيروس ومكافحته في وقت مبكر. بادرنا إلى إجراء التعاون الإقليمي في مكافحة الوباء، حيث دفعنا بعقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الصين ودول آسيان حول فيروس كورونا المستجد والدورة الخامسة لاجتماع وزراء الخارجية لآلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ والاجتماع الافتراضي الاستثنائي لوزراء خارجية الصين واليابان وجمهورية كوريا حول فيروس كورونا المستجد، وإنشاء آلية التعاون المشتركة للوقاية والسيطرة مع جمهورية كوريا وغيرها من الدول المجاورة، مما لعب دورا مهما في احتواء تفشي الوباء والحفاظ على التعاون الاقتصادي والتجاري. كما تقاسمنا مع كافة الدول كل ما في جعبتنا من الخبرات حول الوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج، وأنشأنا مركزا إلكترونيا لمعلومات الوقاية والسيطرة مفتوحا لجميع الدول، وأصدرنا لغاية اليوم 7 نسخ من برنامج العلاج و6 نسخ من برنامج الوقاية. لغاية يوم 12 إبريل، عقدنا 83 اجتماعا افتراضيا بين الخبراء الطبيين من 153 دولة لتبادل الآراء على نحو معمق مع كافة الأطراف حول كيفية مواجهة الوباء هزيمته بشكل فعال. وأرسلنا 14 فريقا للخبراء الطبيين إلى 12 دولة، بما فيه إيران والعراق وإيطاليا وصربيا وكمبوديا وباكستان وفنزويلا والفلبين وميانمار ولاوس وكزاخستان وروسيا، الأمر الذي لاقى تقديرا عاليا من كافة الأطراف. رغم أن الصين ما زالت تواجه مهاما شاقة في الوقاية والسيطرة، غير أنها تعمل قدر الإمكان في مجال المساعدة والتعاون الدولي. في هذا السياق، قدمت الصين حكومة وشعبا لأكثر من 140 دولة ومنظمة دولية دفعات من المستلزمات الطبية التي تحتاج إليها بشكل ملح، كما نعمل على توظيف مزايانا في القدرة الإنتاجية بفتح سوق المواد الطبية وقنوات التصدير في حينه. لغاية اليوم، قد وقعت أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية الاتفاقيات التجارية مع المصدرين الصينيين لشراء المواد الوقائية. بين يوم 1 مارس و10 إبريل، صدّرت الصين نحو 7.12 مليارات كمامة و55.57 مليون لباس واق و3.59 مليون مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء و20.1 ألف جهاز التنفس و13.69 مليون نظارة واقية. إن "مساعدات الصين" و"صناعة الصين" بصدد إضفاء ديناميكية مستمرة على الجهود الدولية لمكافحة الوباء.

بلورة التوافق الغالي لانتصار البشرية على الوباء من خلال توضيح موقف الصين. كانت الصين تنتصر على الوباء بالاعتماد على القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ والإجراءات العلمية والشفافة والدقيقة والقوية التي تتخذها الحكومة الصينية والجهود الشاقة التي يبذلها 1.4 مليار أبناء الشعب الصيني بروح قلب رجل واحد والدعم المخلص من كافة الدول التي تشاركنا في السراء والضراء. قد أثبتت الصين نفسها بأفعالها، ولا شك أن التاريخ سيقيّمها بشكل موضوعي وعادل، ولا يستطيع أي قوة تشويه وتحريف هذه الحقائق. إذا أرادت البشرية هزيمة الوباء، تحتاج إلى الثقة والتضامن والتعاون، بدلا من الرعب والانقسام والتنصل من المسؤولية. منذ تفشي الوباء في مختلف مناطق العالم، ظللنا نلتزم بتوضيح هذا الموقف بحزم لا يتزعزع. أشار الأمين العام شي جينبينغ بجدية إلى أن الأمراض المعدية الخطيرة عدو للبشرية جمعاء، فأكثر ما يحتاج إليه المجتمع الدولي هو ترسيخ الثقة وتضافر الجهود لمواجهته. في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الصيني اتصالات هاتفية مكثفة مع نظرائه من عشرات دول، وقام السفراء والبعثات في الخارج بإجراء المقابلات الإخبارية وإلقاء الكلمات ونشر المقالات للتفاعل مع المجتمع الدولي بشكل إيجابي. نتيجة لذلك، تزداد الدول التي تتفهم وتتفق مع الموقف الصيني وأصبحت الدول والمجتمع الدولي متفقين على عدم ربط الفيروس بالدول المعينة وعدم تسييس أعمال الوقاية والسيطرة وعدم وصم الدول المعينة.

ثانيا

يعد هذا الوباء أكثر طوارئ الصحة العامة الخطيرة من حيث سرعة الانتشار ونطاق العدوى وصعوبة الوقاية والسيطرة منذ تأسيس الصين الجديدة، وهو في نفس الوقت أزمة عالمية غير مسبوقة. على هذه الخلفية، تقوم الجبهة الدبلوماسية بالتطبيق الكامل للتوجيهات المهمة الصادرة عن الأمين العام شي جينبينغ وقرارات اللجنة المركزية ومجلس الدولة، وتعمل على تعزيز "الوعي بالنقاط الأربع" و"الثقة بالنفس في المجالات الأربعة" و"الدعم للنقطتين"، حيث تكثف جهودها لتحمل المسؤولية بشجاعة وتكرس روح الريادة والإبداع للتغلب على المصاعب والمتاعب وتوظف كامل إمكانياتها لدفع الأعمال الخارجية المتعلقة بمكافحة الوباء، مما هيأ ظروفا خارجية مواتية للانتصار على الوباء داخليا وقدم مساهمات إيجابية لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء وأثرى مقومات دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. في هذه المعركة الشرسة وبدون دخان، لمسنا النقاط التالية على نحو أعمق:

أولا، يجب التمسك بالقيادة المركزية والموحدة للحزب الشيوعي الصيني بلا تزعزع، إذ أن الحزب يسعى إلى تحقيق رفاهية الشعب الصيني ويناضل من أجل قضية تقدم البشرية. منذ اندلاع الوباء، وضعت اللجنة المركزية ونواتها الرفيق شي جينبينغ تخطيطات متكاملة برؤية كلية، وعقدت 10 اجتماعات للجنة الدائمة للمكتب السياسي، وشكلت في اللحظة الأولى الفريق القيادي لمواجهة الوباء للدراسة المعمقة حول طبيعة الوباء في المراحل المختلفة وتغيرات الأوضاع المحلية والدولية، ووضع الترتيبات الدقيقة أول بأول بشأن القضايا الهامة المتعلقة بالوقاية والسيطرة. أصدر الأمين العام شي جينبينغ سلسلة من التوجيهات والتصريحات الهامة حول الأعمال الخارجية المتعلقة بمكافحة الوباء، وقاد دبلوماسية القمة في فترة مكافحة الوباء ودفع التعاون الدولي بمسؤولية كبيرة كزعيم الدولة، الأمر الذي يجسد مثابرته وشجاعته في الأزمة. في الوقت نفسه، خاض جميع الرفاق في الجبهة الدبلوماسية وخاصة الحزبيين منهم وبدون تردد في الأعمال الدبلوماسية ضد الوباء، ملتزمين بعملهم ومسؤوليتهم محليا ودوليا، ومنفذين القيم المحورية للدبلوماسيين الصينيين المتمثلة في الوفاء والالتزام والعطاء. قد أثبتت الحقائق أن التمسك بقيادة الحزب المركزية والموحدة ليس ضمانا سياسيا لهزيمة الوباء داخل البلاد فحسب، بل مصدر الثقة للتعاون الدولي في مكافحة الوباء.

ثانيا، يجب التمسك بـمبدأ "الشعب أولا" كالبوصلة بلا تزعزع. خلال عملية مكافحة الوباء، أكد الأمين العام شي جينبينغ مرارا وتكرارا على ضرورة وضع سلامة الشعب وصحته في المقام الأول، ووجّه بتعزيز الإرشاد والدعم للمواطنين الصينيين خارج البلاد في الوقاية والسيطرة، ونقل إليهم اهتمام وعناية الحزب والحكومة، وحماية سلامة وصحة جميع المواطنين الصينيين بشكل حقيقي. في هذا السياق، تلتزم الجبهة الدبلوماسية بمبدأ "الإنسان أولا" و"الدبلوماسية في خدمة الشعب"، وتحشد كامل إمكانياتها وتبذل قصارى جهدها للاطلاع على الحالة الأساسية للمواطنين في الخارج وصعوباتهم الرئيسية على وجه سرعة، وتشجيعهم على مكافحة الوباء بالتعاون وإيجاد قنوات الفحص والعلاج المحلية أو عن بعد وإرسال فرق العمل المشتركة لتقديم الخدمات والدعم. تم إقامة آليات الحماية القنصلية الخاصة لتوفير الخدمة على مدار الساعة. بعد اندلاع الوباء، أرسلنا على توالي طائرات مستأجرة لنقل مواطني مقاطعة هوبي وغيرهم من المواطنين الصينيين العالقين في الخارج إلى الصين. وبعد تفشي الوباء خارج البلاد، قمنا بترتيب 17 رحلة جوية مؤقتة لإعادة المواطنين الصينيين الذين يواجهون صعوبات حقيقية في البلدان الأكثر موبوءة. كما أنشأنا مركز مواجهة الطوارئ لدرء مخاطر المصابين الوافدين، خدمة لجهود مكافحة الوباء في داخل الصين. طلبنا من السفارات والقنصليات الصينية في الخارج إعطاء الأولوية لمساعدة الطلاب الوافدين والعمل بكل سبل متاحة لتسوية مشاكلهم وخاصة الذين في الدول الموبوءة الخطيرة، وإيصال "حقيبة الصحة" التي تحتوي على الكمامات والمعقمات والمناديل المبللة ودليل الوقاية إلى كل طالب محتاج. تلقى الخط الساخن 12308 للحماية القنصلية 170 ألف اتصالا هاتفيا في أقل من شهرين، مما شكل جسرا يربط بين الوطن الأم والطلاب الوافدين. حظيت كل هذه الجهود بالتقدير العالي من المواطنين الصينيين داخل وخارج البلاد، وهو ما يشجعنا على إتمام الأعمال المعنية على أحسن وجه.

ثالثا، يجب التمسك بالهدف الطموح لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بلا تزعزع. قبل 7 سنوات، طرح الأمين العام شي جينبينغ لأول مرة المبادرة الهامة لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. بعد 7 سنوات، ندرك بشكل غير مسبوق، خلال هذا الوباء المفاجئ والمنتشر في كل أنحاء العالم، أن مستقبل دول العالم ومصيرها مترابط إلى هذا الحد، والإسراع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية أمر مهم وملح إلى هذا الحد. في أصعب الأوقات لمكافحة الوباء، أعرب قادة أكثر من 170 دولة ورؤساء أكثر من 50 منظمة دولية وإقليمية وأكثر من 300 حزب أجنبي ومنظمة سياسية عن المواساة والتضامن للقيادة الصينية عبر الرسائل والبرقيات والبيانات، وقدمت أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية المساعدات المادية إلى الصين، وقامت شعوب دول العالم بتشجيع مدينة ووهان والصين بلغات مختلفة، سنحفظ ونعتز بهذه الصداقة العميقة دائما. في الوقت الذي يزداد الوباء خطورة في كل أنحاء العالم، يقوم الشعب الصيني برد الجميل، حيث رتبنا كثيرا من الجلسات الافتراضية العابرة للحدود لتقاسم خبرات مكافحة الوباء مع كافة الدول بدون أي تحفظ، وأرسلنا كثيرا من فرق الخبراء الصينيين إلى الخطوط الأمامية الدولية لمكافحة الوباء، وعبّأنا كثيرا من المصانع للعمل ليلا ونهارا لإنتاج المستلزمات الوقائية التي يحتاج إليها العالم بشكل ملح، وتجهيز دفعات كثيرة من المواد الطبية وشحنها إلى دول العالم. "لا تقلق من نقص الملابس، سأعطيك ما عندي". سجل الشعب الصيني وشعوب العالم صفحة عظيمة للإنسانية الدولية خلال مكافحة الوباء، وهو خير تفسير لمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

ثالثا

في الوقت الراهن، ينتشر الوباء في العالم باستمرار، وتعيش الجهود الدولية لمكافحة الوباء اللحظة الحاسمة. يجب على الجبهة الدبلوماسية الاسترشاد بفكر شي جينبينغ الدبلوماسية، وتستعد فكريا وعمليا لمواجهة التغيرات التي ستطرأ على البيئة الخارجية على المدى الطويل. سنتعاون مع المجتمع الدولي حتى الانتصار في هذه المعركة العالمية ضد الوباء.

أولا، تفعيل العمل العالمي المشترك للوقاية والسيطرة واحتواء تفشي الوباء في أسرع وقت ممكن. يعد الوباء تحديا مشتركا لجميعنا، الأمر الذي يتطلب جهود جميع أعضاء المجتمع الدولي لتحقيق الانتصار النهائي. ستواصل الصين العمل على إقامة آليات مشتركة مع دول العالم في الوقاية والسيطرة، وتعزيز تقاسم المعلومات والتعاون في البحوث وتطوير الأدوية واللقاحات، وقطع انتشار الوباء عبر الحدود في أسرع وقت ممكن، بما يساهم بقوة الصين في تعزيز خط الدفاع العالمي ضد الوباء. سنتواصل مع الدول المجاورة بشكل مكثف للبحث في إقامة آلية الاتصال الإقليمية لمواجهة طوارئ الصحة العامة، بما يرفع سرعة الاستجابة للطوارئ. وسنواصل تقديم ما في وسعنا من المساعدة للدول التي تحتاج إلى الدعم بشكل ملح، ومساعدة الدول الإفريقية والدول النامية الغفيرة بقوة على تعزيز نظم الصحة العامة ورفع قدرتها في الاستجابة. نحرص على تعزيز التعاون الفعلي مع الدول الكبيرة في مكافحة الوباء وتحمل المسؤولية المطلوبة لحماية العالم عن كل المكروه.

ثانيا، التمسك بمبدأ التعددية وتحسين الحوكمة العالمية للصحة العامة. منذ اندلاع الوباء، تفي منظمة الصحة العالمية بالتزاماتها وتتبنى موقفا موضوعيا وعلميا وعادلا، وتلعب دورا مهما في تنسيق وإرشاد كافة الدول في مكافحة الوباء وتعزيز التعاون الدولي، الأمر الذي نال تقديرا واسع النطاق من المجتمع الدولي. ستدعم الصين كالمعتاد أعمال منظمة الصحة العالمية، وتدعمها للقيام بالدور المطلوب في التعاون الدولي ضد الوباء وإقامة مجتمع الصحة المشتركة للبشرية. ستبقى الصين على التواصل الوثيق مع جميع الأطراف في مجموعة العشرين وتعزز التعاون معها بشأن تقديم المساعدات لمكافحة الوباء، وتدعو إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن أمن الصحة العامة العالمية في الوقت المناسب. ستعمل الصين على تعزيز التعاون الصحي في إطار "الحزام والطريق" وبناء "طريق الحرير الصحي". في عصر العولمة الاقتصادية، دائما تأتي الملفات الأمنية التقليدية وغير التقليدية باختبارات جديدة. ستلتزم الصين بمبدأ التعددية وتعمل على تعزيز واستكمال منظومة الحوكمة العالمية المتمحورة حول الأمم المتحدة.

ثالثا، تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الأطراف لبلورة التوافق الدولي في مكافحة الوباء بالتعاون. أمام الوباء الخطير، يكون تضافر الجهود الخيار الصحيح الوحيد لكافة دول العالم؛ ويكون التضامن والتعاون أقوى سلاح في يد المجتمع الدولي لهزيمة العدو الذي لا يعرف الحدود. لا بد لكافة الأطراف أن تعمل يدا بيد على دفع التعاون العالمي ضد الوباء إلى المسار السريع. في ظل الأزمة، لا يسهم تذمر واتهام وتصدير المسؤولية في تركيز الجهود على مواجهة الوباء، بل قد يؤدي إلى انقسام المجتمع الدولي وتآكل إنجازات التعاون الدولي، حتى يضر بمصلحة جميع الدول في نهاية المطاف. سنقف إلى جانب الأغلبية العظمى من دول العالم ونرفض بشدة التحامل الأيديولوجي ونحشد أكبر قوة موحدة لمكافحة الوباء. كما سننتهز التعاون في مكافحة الوباء كفرصة لحماية الكوكب الذي يقطنه الإنسان وبناء القرية الكونية ذات المستقبل المشترك بجهود متضافرة.

رابعا، تعزيز التنسيق للسياسات الكلية لمواجهة الضغوط النزولية للاقتصاد العالمي. قد شكل الوباء صدمة شاملة للإنتاج والطلب العالمي، وزاد الضغوط النزولية للاقتصاد العالمي يوما بعد يوم. ستعمل الصين على دفع أعمال الوقاية والسيطرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بخطوات متناسقة والإسراع بالاستئناف الشامل للإنتاج والحياة، مع الالتزام بأعمال الوقاية والسيطرة الروتينية، وذلك بالتزامن مع توسيع نطاق الإصلاح والانفتاح بعزيمة لا تتزعزع، بما يلعب دورا بناء في صيانة استقرار الاقتصاد العالمي. ستعمل الصين أيضا على دفع كافة الأطراف لتنسيق السياسات الاقتصادية الكلية والنظر إلى الفترة ما بعد الوباء واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان استقرار سلسلة الصناعة والإمداد العالمية والمضي قدما في تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، بما يمكّن الاقتصاد العالمي من رؤية قوس قزح بعد هطول الأمطار في يوم مبكر وتحقيق التنمية الأكثر توازنا واستدامة.

سينتهي الوباء مهما طال وسيأتي النصر مهما تأخر. نحن على ثقة تامة بأن الصين، تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، ستحقق بكل التأكيد انتصارا شاملا في المعركة ضد الوباء قبل الآخرين. كما نثق بأن الإنسان يقدر بكل التأكيد على اجتياز اختبار هذا الوباء، طالما تتضامن دول العالم بقلب رجل واحد وتتعاون بالصدق والإخلاص. بعد انتهاء الوباء، ستصبح الصداقة بين الصين والعالم أكثر قوة والتعاون بينهما أكثر متانة ومفهوم ترابط المصاير أكثر إقبالا، وبكل التأكيد، ستتقدم دول العالم بخطوات أكثر ثباتا وعزما في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية!

الترويج للأصدقاء:   
طباعة